السياحة في الصحراء الليبية

 

الصحراء الليبية Libyan Desert، تشكل الجزء الشمالي والشرقي من الصحراء الكبرى. توصف الصحراء الليبية على أنها الصحراء الواقعة فيما يعرف اليوم بدولة ليبيا؛ كما توصف تاريخياً بأنها الصحراء الممتدة إلى الجنوب من ليبيا القديمة، الأراضي الواقعة إلى الشرق من الدولة الحديثة.

تعتبر الصحراء الليبية واحدة من أكثر مناطق الصحراء الكبرى قحولة، قساوة وبعداً، وأكبر صحراء حارة بالعالم. هذا البلد الصحراوي الممتدة يعتبر بلداً قاحلاً، جافاً وشحيح الأمطار.

قد توحي كلمة الصحراء بقساوة الطبيعة والجفاف والحرارة الشديدة غير أن الصحراء الليبية ذات خصائص نادرة بين الصحارى، ففي باطنها الماء العذب وعلى أديمها الممتد تنتشر الواحات الغناء وتتخللها إلى جانب الكثبان الرملية سلاسل من الجبال والمرتفعات والهضاب وسهول ممتدة مكسوة بالأعشاب والنباتات الخضراء الطالعة ومن بين الرمل والحصى، كل ذلك في فضاء فسيح من السكون والهدوء الباعث على التأمل والسكينة فيقدم إلى مرتاديها سياحة أخرى غير سياحة الترحال والمغامرة والاستكشاف إنها رياضة الفكر والتأمل وسياحة الروح.

تنقسم ليبيا الحديثة إلى مناطق برقة، طرابلس وفزان. تغطي البلاد مساحة 1.760.000 كم²، معظمها عبارة عن صحراء مع شريط ساحلي ضيق شمال البلاد يطل على البحر المتوسط، وجبال برقة (الجبل الأخضر).

تشغل الصحراء ما يقارب 1.100.000 كم² ما الشمال إلى الجنوب، على شكل يشبه المستطيل المائل في الاتجاه الجنوبي الشرقي. مثل معظم الصحاري، تتكون هذه الصحراء بصفة أساسية من الرمال والسهول الصخرية (حمادة).

إضافة لجزء آخر يسمي بحر الرمال العظيم، يوجد بها 8 منخفضات رئيسية أهمها منخفض القطارة، كذلك يوجد بها واحات متعددة، ومن هذه الواحات واحة سيوة واحة الداخلة وواحة الخارجة في مصر وواحة الجغبوب، واحة الجفرة وواحة الكفرة في ليبيا التي ترتبط مياهها الجوفية بنفس المجري الذي يغذي واحة سيوة المصرية من واحة الفيوم في مصر، والتي تغذي من النيل.

يوجد بالصحراء مجموعة جبال أكاكوس والعوينات الشرقية وحمامات مليتة وحمام ستافت ومناطق صحراوية مثل أدهان أوباري وأدهان مرزق وأراضي صخرية مثل الحمادة الحمراء ومناطق بركانية خامدة مثل واو الناموس، والهروج السوداء.

المناخ

يقال أن الصحراء الليبية  الاقتصادية واحدة من أكثر المناطق قحولة في العالم. يتغير مناخها بشكل مفاجئ، حيث يكون حار صيفاً، بدرجات حرارة تتعدى 50 °س نهاراً، وتنخفض بشكل كبير ليلاً. تتميز أيام الشتاء بالبرودة، بدرجات حرارة يصل متوسطها إلى 27 °س، لكنها قد تنخفض ليلاً لتصل إلى درجة التجمد، بدرجات حرارة تبلغ -9°س. في الشمال، على ساحل البحر المتوسط، تهب الرياح الساحلية الباردة على الأراضي الداخلية، بينما كلما تعمقنا إلى الجنوب تهب الرياح الحارة والجافة، التي تعرف باسم الشهيلي، والتي تهب إلى الدخل، مكونة عواصف رملية شديدة.

التاريخ

استكشفت الصحراء الليبية بواسطة عدد من المستكشفين رغم أنها كانت ممراً لتجارة القوافل بين شمال أفريقيا والصحراء الكبري، كما كتب عنها ابن بطوطة في كتاباته، وفي العصر الحديث اشتهر من مكتشفيها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي للملك فاروق الأول، والذي كشف جبل العوينات في 1924 م. وكتب عنها في كتابه الشهير "الواحة المفقودة". والألماني فريدريك جيرهارد روهلفس، توجد في الصحراء بعض الحيوانات البرية المعرضة للانقراض. ويوجد بالصحراء الغربية في مصر المحاذية للحدود الليبية حوالي 3 مليون لغم من بقايا الحرب العالمية الثانية.