مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا تخطو خطوات متواضعة نحو استقرارها
اجتماع مهم لمجموعة الاتصالات حول ليبيا، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والإمارات ومصر وقطر، أكد مسؤول أوروبي رفيع المستوى في لقاء خاص مع عدد صغير من الصحافيين ، أن الجهود الدولية ستصب في اتجاه خلق آلية للتحضير لانتخابات في ليبيا نهاية العام.
وأشارت إلي أن هذا المسؤول أعرب عن تشاؤمه من إمكانية عقد هذه الانتخابات بسبب حال الانقسام الذي تعيشه ليبيا بين الفصائل المتناحرة ووجود مرتزقة يعملون لحسابات دول أجنبية، ومن بينهم عناصر مجموعة فاغنر الروسية والمرتزقة السوريون الذين يأتمرون بأوامر من أنقرة. كما أكد المسؤول الأوروبي أن المجتمع الدولي لا يولي القادة الليبيين الحاليين ثقة كبيرة، ولا يرى أن بقدرتهم توحيد البلاد أو عقد الانتخابات في موعدها.
نقص الغاز والنفط أعاد الاهتمام إلي ليبيا
وقال المسؤول الأوروبي إن المجتمع الدولي منقسم منذ عام 2011 حول ليبيا. لكن أزمة أوكرانيا ونقص إمدادات النفط والغاز لأوروبا في أعقاب فرض عقوبات على استيراد النفط الروسي إلى جانب العقوبات الحالية على إيران، عوامل أعادت تسليط الضوء على ملف ليبيا، حيث إن استقرار تدفق النفط الليبي أصبح ضرورة قصوى. هذا وأضاف أن تعطيل العمل بخط الغاز نورد ستريم 1 و2 زاد من الاهتمام من قبل المجتمع الدولي مجدداً باستقرار ليبيا.
وأضاف المسؤول أن الاستقرار السياسي في ليبيا هو استقرار اقتصادي أيضاً، لذا الاجتماع الذي يعقد عادة كل شهرين في أوروبا سيعقد هذه المرة في واشنطن وستحضره الإمارات وقطر، وسيتم تحت مظلة أميركية وبحضور من المبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي.
مجموعة فاغنر
هذا وحذّر المسؤول الأوروبي من خطر عناصر فاغنر ليس فقط في ليبيا لكن في ساحل العاجل ومالي وحتى في السنغال. وقال إنه يتواجد ما يقدر بـ1500 مقاتل من فاغنر في ليبيا وحدها، إلى جانب عدد مماثل من المقاتلين السوريين المجندين من قبل تركيا.
ورأى المسؤول الأوروبي أن مجموعة فاغنر باقية في ليبيا، وهي مدربة ومسلحة وتتلقى الأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشبهها بمثابة "سرطان ينهش من لحم الليبيين". يذكر أن البيت الأبيض كان قد صنف مجموعة فاغنر "مجموعة إجرامية عابرة للقارات" إلى جانب كونها "إرهابية"، لكن المسؤول الأوروبي رأى أن هذا التصنيف لن يكون مؤثراً.
وتخشى الدول الأوروبية من خطر تنامي المجموعات الإرهابية العاملة في ليبيا أو التي تستخدم ليبيا كقاعدة للانتقال إلى أوروبا، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وكذلك داعش، إلى جانب مشكلة المهاجرين الذين يشكلون أزمة كبيرة بالنسبة لدول أوروبية عديدة مثل إيطاليا وفرنسا.
خطة المجتمع الدولي لاستبدال المرتزقة
هذا واعترف المسؤول الأوروبي بأن الغرب لا يستطيع تشكيل ميليشيات مماثلة لفاغنر، لذا فالحل الوحيد هو تمكين وتدريب القوات الليبية وتقديم دعم لها حتى تستطيع أن تقف في وجه الميليشيات سواء كانت روسية أو سورية أو غيرها.
في سياق آخر، قال المسؤول الأوروبي إن فشل العملية الانتخابية في ليبيا عام 2021 هو بسبب ترشح سيف الإسلام القذافي باعتباره "شخصية غير مقبولة من الشعب الليبي ومن المجتمع الدولي"، لذا تحاول مجموعة الاتصالات مساعدة اللجان الانتخابية لتحديد شروط التأهل للمرشحين وسن قانون للانتخابات "لكن في النهاية الشعب الليبي هو الذي يقرر وليس المجتمع الدولي"، حسب قوله.
من جهة أخرى، قال المسؤول الأوروبي إنه لا يرى أن قائد قوات "القيادة العامة" خليفة حفتر "سيشن حربا جديدة"، مضيفاً أنه "لا يزال شخصية مؤثرة" يسعى للقائها كل المسؤولين الأوروبيين والأميركيين. يذكر أن عدة مصادر كانت قد أشارت إلى لقاء مدير الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز بحفتر في شهر يناير حين قام بيرنز بزيارة مفاجئة إلى ليبيا.
في سياق متصل، قال مسؤول فرنسي إن تغيير رؤساء الجمهورية في فرنسا أثر بشكل كبير على السياسة الفرنسية تجاه ليبيا، فقد امتنع الرئيس السابق فرانسوا هولاند عن لعب أي دور في ليبيا، بينما حاول الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون أن يقود جهود الغرب في ليبيا نحو الاستقرار.
0 Comments: