فتح المعابر بين ليبيا والجزائر |
تحولت الجزائر في الأسابيع الماضية إلى قبلة سياحية مفضلة لآلاف الليبيين، الذين تكبدوا عناء السفر براً عبر تونس للوصول إلى حدودها مع جارتها الغربية، ونشر كثير منهم مقاطع على مواقع التواصل تشجع الباحثين عن وجهة لقضاء عطلتهم الصيفية على التوجه إليها، بعد أن كانت تونس ومصر البلدين الأكثر جذباً للسياح الليبيين.
وشجع الإقبال غير المسبوق من المواطنين الليبيين على زيارة الجزائر القيادات السياسية في البلدين على العمل لفتح المعابر الحدودية بينهما، المغلقة منذ سنوات لأسباب أمنية، خصوصاً منفذ غدامس الليبي الأقرب للتراب الجزائري، ومن المتوقع أن يعود هذا التواصل اللافت بين البلدين عليهما بفوائد جمة، خصوصاً من الناحية الاقتصادية وتنشيط السياحة بينهما التي تشهد فترة استثنائية يرغب كلا البلدين في استثمارها على أكمل وجه.
وكانت السلطات الجزائرية قررت في 19 مايو الماضي إعادة فتح المعبر الحدودي الرابط مع ليبيا لأغراض تجارية فقط، ما يسمح بإجراء عمليات التصدير بين البلدين، ويتعلق الأمر بإعادة فتح منفذ "الدبداب" البري الذي يبعد 20 كيلومتراً من مدينة غدامس الليبية، وهو من أهم ثلاثة منافذ برية بين البلدين يعود غلقها إلى مايو 2014.
وتتوقع وزارة التجارة الجزائرية أن تصل المبادلات التجارية بعد فتح المعبر إلى 3 مليارات دولار، مقابل 65 مليون دولار حالياً، منها 59 مليوناً صادرات جزائرية نحو ليبيا، وكانت السلطات الجزائرية قد سمحت أيضاً بدخول آلاف الليبيين إليها، الأسبوع الماضي، عن طريق الحدود الجزائرية – التونسية، عبر معبر "أم الطبول" بشمال البلاد، والذي أعيد تشغيله منتصف يوليو الحالي.
يعد فتح المعبر الحدودي مع الجزائر بمثابة قبلة الحياة لمدينة غدامس، وهي مدينة عتيقة ومن أهم المعالم الأثرية الصحراوية في ليبيا وشمال أفريقيا، تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء"، وتقع قرب الحدود مع تونس والجزائر من الجهة الغربية، وتبعد 543 كيلومتراً عن العاصمة طرابلس في اتجاه الجنوب الغربي، ويبلغ عدد سكانها نحو 25000 نسمة، وصنفت غدامس القديمة من قبل منظمة اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1986.
والسكان الأصليون لغدامس من الأمازيغ والطوارق، والأمازيغ يتفرعون إلى قبيلتين هما بنو وازيت، وبنو وليد، أما الطوارق فقد سكن أجدادهم المدينة منذ القدم، ويعتقد أنهم السكان الأوائل لها، وما حولها أيضاً، وتشكل السياحة الدعامة الرئيسة لاقتصاد المدينة، حيث تعد المواقع الأثرية القديمة نقطة جذب سياحي، إلى جانب وجود بعض الصناعات التقليدية، كصناعة السعف، والمشغولات اليدوية.
رغبة ليبيا والجزائر في إعادة شرايين التواصل بينهما للعمل لم تقتصر على تسهيل التنقل البري، بل كشفت الجزائر عن نيتهما تسهيل التنقل بينهما عبر الجو والبحر أيضاً، إذ ناقش وزير النقل الجزائري عيسى بكاي، مع سفير الجزائر بليبيا كمال عبدالقادر حجازي، عودة نشاط مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية بين العاصمتين، والإجراءات العملية والإدارية والتنظيمية لإنجاح ذلك، وكذلك فتح خط بحري بين الجزائر وطرابلس في أقرب وقت، بحسب بيان صادر عن وزارة النقل بالجزائر.