ليوم هو يوم ليبيا الأكبر.. يوم الاستقلال.. وما ادراك ما الاستقلال.!؟ حلم الليبيين والليبيات الذي ظل تائها عبر القرون والازمان الى أن تحقق في مثل هذا اليوم منذ واحد وسبعين عاما بالتمام والكمال. قال فيه شاعر الوطن الكبير احمد رفيق المهدوي طيب الله ثراه:
عيد عليه مهابة وجلال ..!
عيد وحسبك أنه استقلال ..!!
ذلك اليوم المجيد كان يوم ٢٤ ديسمبر من عام ١٩٥١.
يحتفل شعبنا الصابر أبدا اليوم بالذكرى الحادية والسبعين لذلك اليوم الخاص والمميز من أيام الوطن ولياليه.!! واحد وسبعون عاما منها ثمانية عشر عاما مرت كما تمر الأشهر الحرم عرف خلالها شعبنا الامن والامان والحكم الرشيد.!! وعشنا خلالها حياة ملكية تولى أمرنا خلالها رجال منا كانوا أوفياء لنا أخلصوا لله وللوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.!! ومنها ثلاثة وخمسون عاما من المعاناة والقهر والعذاب نسي خلالها بعضنا عهدنا الملكي المجيد أو أنسي ذكره.!! أطل خلالها علينا شبح الأمل المنشود في ١٧ فبراير ٢٠١١ ثم ما لبث أن خطف ذلك الامل المنشود من بين أيدينا من قبل المتاجرين بالدين والدنيا لتعود إلينا أيام القهر والذل والجبروت وسفك الدماء.!! وتسلط المليشيات والعصابات المسلحة والمفسدون في الارض علينا وعلى مقدراتنا.!
تلك باختصار شديد هي قصة بلادنا العزيزة ليبيا بأقاليمها الثلاثة برقة وطرابلس وفزان.
في ذكرى يوم الاستقلال يحلم شعبنا من جديد بالعودة الى دستور الاستقلال والى سنن اباء الاستقلال والى ايام الرخاء في زمن ليبيا الملكي الزاهر.
في هذا اليوم التاريخي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا وأن يعيد الينا دستورنا الذي داست عليه الأقدام الهمجيه قبل أكثر من نصف قرن. ندعو الله سبحانه وتعالى ان يعيد الينا ايام الامن والأمان والتنمية والازدهار والحكم الرشيد. الايام التي لم نعرف فيها لا المليشيات ولا العصابات المسلحة ولا النهب الفاضح لثرواتنا ومقدراتنا ولم نعرف فيها لا أنقطاع الكهرباء ولا الماء ولا طوابير المصارف ولا القهر ولا الشقاء ولا الجوع ولا الحرمان.
في هذا اليوم المجيد نتذكر رجال ونساء ليبيا الكبار الذين صنعوا مجد ليبيا الملكي بجهادهم وإخلاصهم للقيم الليبية والإسلامية العليا التي تربت عليها اجيال من الليبيين والليبيات خلال ذلك العهد الليبي الملكي المميز. في هذا اليوم نذكر ونتذكر الملك الصالح المجاهد المتواضع المحب لشعبه السيد محمد ادريس المهدي السنوسي طيب الله ثراه ونذكر ونتذكر ولي عهده صاحب السمو الملكي الامير الحسن الرضا المهدي السنوسي طيب الله ثراه.
في هذا اليوم نذكر ونتذكر كل رجالات ليبيا الكبار الذين صنعوا امجادها الملكية وخلدوا اسماءهم في كتاب تاريخها الحديث المليئ بالامجاد وبكل الانجازات التي عرفها شعبنا الصابر الطيب خلال ذلك العهد الملكي الليبي الباهر والمجيد.
نذكر ونتذكر اعضاء لجنة الواحد والعشرين ونذكر اعضاء الجمعية الوطنية التأسيسية التي صاغت لنا دستورنا الوحيد والعتيد دستور الاستقلال وأصدرته في اليوم السابع من اكتوبر عام ١٩٥١. ولا يزال هو الدستور الليبي والشرعي والوحيد.
نذكر ونتذكر كبار رفاق واعوان الملك الصالح من المجاهدين وممن تولوا رئاسة الحكومات الليبية المتعاقبة في عهد ليبيا الملكي الزاهر.
نذكر ونتذكر المجاهد الكبير الشيخ عبدالحميد العبار رئيس مجلس الشيوخ. نذكر ونتذكر كل روساء واعضاء المجالس النيابية في عهد ليبيا الملكي الزاهر. نذكر ونتذكر الزعماء الوطنيين الزعيم بشير السعداوي والمناضل السيد مصطفى بن عامر رئيس جمعية عمر المختار واعوانه.
نذكر ونتذكر المجاهد أحمد سيف النصر اول والي لاقليم فزان ونذكر ونتذكر ال بيته الكرام. نذكر ونتذكر كل احرار ليبيا ورجالها الكبار الذين احبوا هذا الوطن وهيئوا لشعبنا كل أسباب الحياة الكريمة. نذكر ونتذكر كل القادة والمجاهدين الليبيين الذين قاوموا الاستعمار الايطالي الغاشم واستشهدوا في سبيل الوطن. نذكر ونتذكر شيخ الشهداء عمر المختار والمجاهدين السنوسيين من اعوان الملك الصالح طيب الله ثراهم جميعا.
نذكر ونتذكر المجاهد سليمان الباروني والمجاهد عبد النبي بالخير والمجاهد رمضان السويحلي والمجاهد الهادي كعبار وكل المجاهدين من اجل حرية ليبيا وكرامة شعبها في كل بقعة من بقاع الوطن العزيز.
نذكر ونتذكر كل كبار اعوان الملك الصالح من روساء الحكومات ومن رؤساء الديوان الملكي ومن الولاة والوزراء والنظار وكبار رجال الدولة الملكية الليبية مدنيين وعسكريين ممن اخلصوا لله وللوطن ووفروا الامن والامان للمواطنين وحافظوا على الاستقلال وعلى دولة الدستور والقانون.
نذكر ونتذكر رجالات ليبيا الكبار الذين اعانوا الملك الصالح في قيادته الحكيمة للوطن خلال عهد ليبيا الملكي الميمون والزاهر.
نذكر ونتذكر بكل اجلال السادة الكرام محمود احمد المنتصر ومحمد الساقزلي ومصطفى بن حليم وعبدالمجيد كعبار ومحمد عثمان الصيد والدكتور محي الدين فكيني وحسين يوسف مازق وعبدالقادر البدرية وعبدالحميد مختار البكوش ومحمد ونيس القذافي.
نذكرهم جميعا ونترحم على من لبى منهم نداء ربه وندعو الله سبحانه وتعالى ان يجازيهم جميعا خير الجزاء لإخلاصهم وتضحياتهم من اجل الوطن والشعب ومن اجل ما حققوه لليبيا من الامن والامان والتنمية والحكم الرشيد حكم الدستور والقانون.
ندعو الله سبحانه وتعالى في ذكرى عيد الاستقلال ان يعين شعبنا ليستعيد دستور دولة الاستقلال الذي داست عليه الاقدام الهمجيه في ليلة مظلمة وفي غفلة من الشعب الليبي وفي غفلة من التاريخ.
علينا في هذه الذكرى المجيدة ذكرى الاستقلال ان نغير ما بانفسنا حتى يغير الله ما بنا. علينا الا نرضى بالذل وبالهوان وان نكون خير سلف لاباء الاستقلال الذين صنعوا مجد ليبيا الملكي تحت راية الاستقلال واسسوا لحكم الدستور والقانون. لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. وما ذلك عَلى الله بعزيز. قولوا آمين. وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق