الطرق الان أصبحت عُرضة بقوة لظاهرة الاحتباس الحراري وظهر ذلك جلياً خلال تداعيات موجة الحر التاريخية التي اجتاحت أوروبا الغربية
ولا كان يتوقع أحد أن تصل درجات الحرارة في أوروبا إلى 40 درجة مئوية لتنحرف مسارات السكك الحديدية حيث اكدت وكالة الطاقة الدولية انه يحتاج الالتزام ببنود اتفاق باريس إلى إنفاق 13.5 تريليون دولار حتى عام 2030، إلى جانب ضرورة توفير 3 تريليونات دولار أخرى بهدف الحد من الاحتباس الحراري عند مستوى درجتين مئويتين
كما جاءت دراسة لتقييم آثار أزمة المناخ على البنية التحتية الحيوية، أن موجات الحرارة ستشكل نحو 92% من إجمالي الأضرار الناجمة عن المخاطر في قطاع النقل في أوروبا وحدها بحلول 2080، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى بناء الطرق لتناسب الفترات أكثر برودة، بحسب الدراسة التي أجريت في 2017 وكشفت دراسة أخرى ضمن البيانات الصادرة من محطات الطقس المُستخدمة لتحديد التكوين المناسب للطرق المحلية، أن نحو 35% من تلك الطرق تستخدم مواد غير مناسبة للمناخ الفعلي
ثم أن جميع الطرق الحالية تم تصميمها لتتحمل درجات حرارة مرتفعة، ولكن إذا زادت عن ذلك سيتعرض التصميم للانهيار ويهدد التغير المناخي سلاسل الإمداد العالمية، خصوصا أن أغلب حركة التجارة تعتمد على الشاحنات في نقل البضائع، وقد تقوم السفن والقطارات والطائرات بكثير من عمليات النقل الطويلة
و يؤدي هذا الى هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن هذه الظاهرة جنباً إلى جنب مع ارتفاع درجات الحرارة إلى إضعاف الطرق السريعة والطرق الممهدة، فضلاً عن طمس تلك الطرق المصنوعة من الحصى والأوساخ. قد تكون تكلفة الإصلاح باهظة، إذ كلفت الفيضانات المدمرة في أستراليا بين 2010 و2014 الحكومة ما يقدّر بنحو 6.4 مليار دولار لإصلاح شبكة الطرق
على الرغم من أن المفترض ألا تتواجد مثل هذه المشكلة في الأماكن الأكثر برودة عادة. إلا أنه وفقاً للتقرير الصادر عن معهد المناخ الكندي، قد تصبح أكثر من نصف الطرق الشتوية في البلاد في مناطقها الشمالية، والمبنية على البحيرات والأنهار المتجمدة كل خريف، غير صالحة للاستعمال أو يستحيل بناؤها خلال 30 عاماً. قد ينتهي كل شيء تقريباً بحلول 2080، ما سيؤدي لقطع مناطق بأكملها عن الخدمات الحيوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق